gigi عضو ممتاز
عدد المساهمات : 59
نقاط : 137 تاريخ التسجيل : 01/11/2010
| موضوع: إتمام السجود والركوع الخميس يناير 06, 2011 6:15 am | |
|
أهمية الركوع والسجود ووجوب إتمامهما لله
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله،،، وبعد؛ فقد عظّم الله أمر الصلاة حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم: {إنّ أوّل ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله الصلاة فإن صلحت فقد أفلح وأنجح وإن فسدت فقد خاب وخسر} صحيح الجامع، فهل تنبهت لهذا الأمر الخطير؟... نعم؛؛؛ فالصلاة أهمّ وأعظم من كل شيء في الدنيا، وماذا سنخسر لو خسرنا الدنيا كلّها؟ مائة عام؟ مائتي عام؟ وماذا عن ملايين السنين، بل الخلود الأبدي في الآخرة؟ جعلني الله وإياك من الخالدين في جنات النعيم، ووقانا من نار الجحيم... والركوع والسجود هما أهمّ ما في الصلاة وأكثر ما ضُيع فيها حتى لا تكاد ترى من يتقنهما ويخشع فيهما، لذا كتبت هذه الرسالة حول أهمية الركوع والسجود في الصلاة وصفتهما، فاحرص على قراءتها مرارًا لعلّ الله أن يجعلك سببًا في إصلاح صلاة من تحبّ {والدالّ على الخير كفاعله} صحيح الجامع.
قال الله سبحانه وتعالى لإبراهيم وإسماعيل عليهما الصلاة والسلام: {أن طهّرا بيتي للطائفين والعاكفين والركّع السجود} يعني المصلّين، فوصفهم بالركّع السجود لأنّ الركوع والسجود هما جوهر الصلاة، وقال لإبراهيم صلى الله عليه وسلم: {وطهّر بيتي للطائفين والقائمين والركّع السجود} والقائمين؛ يعني المقيمين فيه أو العاكفين كما في الآية السابقة، وقال سبحانه وتعالى لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم: {ومن الليل فاسجد له وسبّحه ليلاً طويلا} ووصفه وأصحابه بقوله: {تراهم ركّعًا سجّدًا يبتغون فضلاً من الله ورضواناً سيماهم في وجوههم من أثر السجود} نورٌ من ربهم جلّ جلاله، ووصف المؤمنين بقوله: {... الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر...} وقال: {يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلّكم تفلحون} وحتى عندما ذكر القيام -قيام الصلاة لا قيام الليل- بدأ بالسجود لفضيلته رغم أنّ القيام يسبق السجود في الصلاة فقال في وصف المتقين: {والذين يبيتون لربّهم سجّدًا وقياما} وقال: {أم من هو قانتٌ آناء الليل ساجدًا وقائمًا يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربّه...} والقنوت هو الطاعة والعبادة بسكون وخشوع وخضوع وتذلّل لله عزّ وجلّ، ومن ذلك قوله تعالى {يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين}.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم {إنّ العبد إذا قام يصلّي أُتِي بذنوبه كلّها فوُضعت على رأسه وعاتقيه فكلّما ركع أو سجد تساقطت عنه} صحيح الجامع، فربَط مغفرة الذنوب في الصلاة بالركوع والسجود، فكم أضعنا على أنفسنا من المغفرة يا عباد الله؟ تنبّه يا أخي الكريم وتذكّر دائمًا أنك كلّما ركعت وسجدت أكثر تساقطت عنك ذنوبٌ أكثر.
وسُئل النبي صلى الله عليه وسلم عن أحبّ الأعمال إلى الله فقال: {عليك بكثرة السجود لله، فإنك لا تسجد لله سجدة إلاّ رفعك الله بها درجة وحطّ عنك بها خطيئة} صحيح مسلم، وقدر تلك الدرجة وتلك الخطيئة بقدر تلك السجدة، والعبرة في كثرة السجود بمقداره لا بتكراراته، فسجدتين في نصف ساعة أكثر وأفضل من أربع سجدات في ربع ساعة.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: {أقرب ما يكون العبد من ربّه وهو ساجد فأكثروا الدعاء} صحيح مسلم، ومع علم الناس بهذا لا نكاد نرى أحدًا يحرص على إطالة هذا القرب من ربّه عزّ وجلّ! فهل ضعف إدراكهم لفضيلته وهان في قلوبهم؟ أمْ أنّ الله سبحانه وتعالى كره قربهم فأبعدهم بعد أن ابتعدوا عن هديه وتساهلوا في دِينه ولم يحرصوا على مرضاته وانغمسوا في دنياهم الفانية حتى نسوا وعده ووعيده؟. وقد جعَل الله لنا في كلّ ركعة سجدتين ليطول قرب المحبّين من حبيبهم الكريم الرحمن جلّ جلاله، فكم أضعنا على أنفسنا من الكرامة والقرب من ربّنا ومن {أثر السجود}؟.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {الصلاة ثلاثة أثلاث؛ الطهور ثلُث والركوع ثلُث والسجود ثلُث، فمن أداها بحقّها قُبلت منه وقُبل منه سائر عمله، ومن رُدّت عليه صلاته رُدّ عليه سائر عمله} صحيح الترغيب، {إنّ الرجل ليصلّي ستين سنة وما تُقبل له صلاة، لعلّه يتمّ الركوع ولا يتمّ السجود، ويتمّ السجود ولا يتمّ الركوع} صحيح الترغيب، و{أسوأ الناس سرقةً الذي يسرق من صلاته؛ لا يتمّ ركوعها ولا سجودها} صحيح الترغيب، فالركوع والسجود هما الأهمّ والأقوى أثرًا في القلب والعقل والجسم لمن أتقنهما وقنَت فيهما، وهما أكثر ما ضُيّع في الصلاة، وبضياعهما قلّ ذكر الله فيها وضعف أثره، و{تلك صلاة المنافق... لا يذكر الله فيها إلاّ قليلا} صحيح مسلم، فأين أثر هذه الصلاة في ذلك القلب؟ {إنّ الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولَذِكْر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون} { فويلٌ للمصلّين، الذين هم عن صلاتهم ساهون} فيجب أن نهتم بصلاتنا الآن قبل السؤال يوم الحساب.
وقد قال رسولنا صلى الله عليه وسلم: {إنَّ أحدكم إذا قام يصلِّي إنَّما يناجي ربّه فلْينظر كيف يناجيه} صحيح الجامع، فلْنتدبّر هذا يا معشر المصلّين ولْننظر في حالنا! نهذّ الفاتحة هذّاً وننقر الركوع والسجود نقر المتعجّل بتسبيحتين أو ثلاث!! فأيّ مناجاة هذه التي رضيناها مع الملك العظيم جلّ جلاله؟! ألا نستحي من الله عزّ وجلّ ونعرف له فضله ونقدره حقّ قدره؟! ثم كيف يستريح بالصلاة من يفعل ذلك؟! ألا تريد الراحة بالصلاة وقرّة العين فيها ولذّة المناجاة مع ربك الكريم؟ فاحرص على إطالة الركوع والسجود وإتقانهما لله سبحانه وتعالى
م/ن
| |
|